Огонь внутри

*

أَللَّهُمَّ إنِّي أَعتَذِرُ إلَيكَ مِن مَظلُومٍ ظُلِمَ بِحَضرَتِي فَلَم أَنصُرهُ وَمِن مَعرُوفٍ أُسدِيَ إلَيَّ فَلَم أَشكُرهُ وَمِن مُسِيءٍ اعتَذَرَ إلَيَّ فَلَم أَعذِرهُ وَمِن ذِي فَاقَةٍ سَأَلَنِي فَلَم أُوثِرهُ وَمِن حَقِّ ذي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤمِنٍ فَلَم أُوَفِّرهُ وَمِن عَيبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لِي فَلَم أَستُرهُ وَمِن كُلِّ إثمٍ عَرَضَ لِي فَلَم أَهجُرهُ أَعتَذِرُ إلَيكَ يَا إلهِي مِنهُنَّ وَمِن نَظَائِرِهِنَّ اعتِذَارَ نَدَامَةٍ يَكُونُ وَاعِظاً لِمَا بَينَ يَدَيَّ مِن أَشبَاهِهِنَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجعَل نَدَامَتِي عَلَى مَا وَقَعتُ فِيهِ مِنَ الزَّلاَّتِ وَعَزمِي عَلَى تَركِ مَا يَعرِضُ لِي مِنَ السَّيِّئاتِ تَوبَةً تُوجِبُ لِي مَحَبَّتَكَ يَا مُحِبَّ التَّوَّابِينَ

&

و بعض الناس يعتقد أن المؤمن إنسان أبله _ إنسان حباه الله بالطيبة ليسلبه الحياة الدنيا، وهم ينظرون إليه

على أنه مسيكن

الناس تتمتع بما حباها الله به من مال

فتشتري فاخر الثياب

وفاخر الأثاث

وفاخر السيارات

وفاخر متاع الدنيا

وهو يأخذ نقوده ويعطيها للفقراء

أبله

أبله يتعب في المال ويشقى

ثم يوزعه على الناس

والناس تتمتع بما حرمه الله في الدنيا من متع حسية

وهو يحرم نفسه

ويغض بصره

إنسان حرم نفسه من ماله

ومن زينة الدنيا

ولكن الحقيقة أن المؤمن أذكى الناس جميعاً

لماذا؟

لأن المال الذي يكتسبه يستطيع أن يتمتع به على قدر ما في الدنيا من متاع محدود

وعلى قدر طاقة البشر. وحدودهم في التمتع

ولكنه حين يدفع هذا المال لوجه الله

فإنه في هذه اللحظة يختار ثلاثاً

إن هذا المال يبقى ولا يفنى

فماله في الدنيا يفنى

وماله عند الله يبقى

لذلك فهو بدل أن يفني هذا الذي اكتسبه في لحظة

يتمتع به ثم يزول

جعله باقياً له أبداً إلى يوم القيامة

فأيهما الذكي؟

ذلك الذي يفني ماله في لحظات

أم ذلك الذي يختار أن يبقى هذا المال وما يستطيع أن يحققه له

ويبقى الجزاء خالداً

هذه واحدة _ أما الثانية فقد كان هذا المال يستمتع به حسب قدرات البشر

وقدرات البشر محدودة

ولكنه رفض ذلك

واختار أن يتمتع به على حسب قدرات الله

وقدرات الله بلا حدود

ففي الدنيا

قدرة المال هي التي ستمتع صاحبه

أما في الآخرة فإن المتاع لا يكون بقدرة المال

بل بقدرة الله سبحانه وتعالى

ومن هنا فإنه ترك محدود القدرة ليذهب لمن ليس لقدرته حدود ولا قيود

فهل هذا غبار

أم ذكاء؟

والنقطة الثالثة

أنه قد يدفع ماله في الدنيا فيما يضربه ولا ينفعه

فإذا مثلاً أنفق المال في فاخر الطعام

أصابته الأمراض

وإذا أسرف في شرب الخمر مثلاً

أو الملذات الحسية

قد ينهدم جسده

وتضيع قوته

وتضعف قدرته

وهو إن أنفق المال على امرأة مثلاً لا خلاق لها

قد تسبب له بطمعها شقاء في حياته

إذن فإنفاق المال في الدنيا

قد يصيب صاحبه الضرر أو النفع

كلا الاحتمالين موجود

ولكن ماذا عن إنفاق المال من أجل الآخرة

إنه يحمل النفع وحده

ولا يحمل الضرر أبداً

فالمؤمن قد اختار أن ينفق ماله فيما ينفعه

بدلاً من أن ينفقه فيما قد ينفعه أو قد يضره

فأيهما هو الذكي الفطن؟

ذلك الذي ينفق ماله فيما ينفعه

أو ذلك الذي ينفق ماله فيما قد ينفعه أو قد يضره. والمؤمن حين يمنع نفسه من متاع في الدنيا

إنما هو يمنع نفسه من شيء وقتي

وهو يمنع نفسه من شر كبير

لماذا؟

لأن الذي يدفع الإنسان إلى المعصية

هو غياب الجزاء عنه

فلو كان الجزاء حاضراً

ما ارتكب إنسان معصية أبداً

ولنوضح هذا قليلاً

هب أننا جئنا بشابٍ قوي

وأحضرنا له أجمل نساء الأرض

وأخذناه إلى حجرة فاخرة

وقلنا له – هذه المرأة لك

ولن يدخل عليك أحد هذه الليلة

ثم فتحنا له باباً جانبياً من أبواب هذه الحجرة

فرأى الجزاء أو النار التي سيعذب فيها

وقلنا له في الصباح

وبعد أن تقضي ليلتك كما تشاء

فإنك ستلقى في هذه النار

ترى هل سيقدم هذا الشاب على معصية من معاصي الله

أبداً

أؤكد لكم أنه لو رأى هذا الشاب الجزاء حاضراً

لظل يصلي طوال الليل

ويستغفر الله

ولطرد هذه المرأة من حجرته

ولكن الذي يغري بامعاصي

هو أن الجزاء مستور عنا

Lasă un comentariu