наш дом

*

الحَمدُ لله رضىً بِحُكمِ الله، شَهِدتُ أَنَّ الله قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالعَدلِ، وَأَخَذَ عَلَى جَمِيعِ خَلقِهِ بِالفَضلِ، أللَّهُمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفتِنِّي بِمَا أَعطَيتَهُم وَلا تَفتِنهُم بِمَا مَنَعتَنِي فَأَحسُدَ خَلقَكَ، وَأَغمِطَ حُكمَكَ أللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَطَيِّب بِقَضَآئِكَ نَفسِي وَوَسِّع بِمَواقِعِ حُكمِكَ صَدرِي وَهَب لِي اْلثِّقَةَ لِأُقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَاءَكَ لَم يَجرِ إِلاَّ بِالخِيَرَةِ وَاجعَل شُكرِي لَكَ عَلَى مَا زَوَيتَ عَنّي أَوفَرَ مِن شُكرِي إِيّاكَ عَلَى مَا خَوَّلتَنِي

واعصِمنِي مِن أَن أَظُنَّ بِذِي عَدَمٍ خَسَاسَةً أَو أَظُنَّ بِصَاحِبِ ثَروَةٍ فَضلًا فَإِنَّ الشَّريفَ مَن شَرَّفتَهُ طَاعَتُكَ والعَزيزَ مَن أَعَزَّتهُ عِبادَتُكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَتِّعنَا بِشَروَةٍ لا تَنفَدُ وَأَيِّدنَا بِعِزٍّ لا يُفقَدُ وَأَسرِحنَا فِي مُلكِ الأَبَدِ إنَّكَ الواحِدُ الأَحدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَم تَلِد وَلَم تُولَد وَلَم يَكُن لَكَ كُفُواً أَحدٌ

&

إن كل مؤمن مطالب بأن يبتعد عن أي مكان فيه معصية

وأن يغض بصره

إذا أحس أن ذلك يمكن أن يقوده لما يغضب الله

وتلك رحمة من الله سبحانه وتعالى

أن جاءنا من أول الطريق

من النظرة الأولى وقال

اغضض بصرك

ولذلك حين نقول الحمد لله على ما منعنا عنه

فإن هذا الحمد

عرفان بجميل الله

وثناء عليه

يفيض على النفس

لأن النفس تقدم الشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه

والذي يثني ويشكر على النعمة

أو على النعم هو الذي ينتفع بها

وهل عقلك هو المستمتع بالنعمة وحده

وهل قلبك هو المستمتع بالنعمة وحده _ لا

وإنما كل جوارحك

ولذلك لا بد أن يحدث انفعال من كل ما استمتع بالنعمة

من العقل والقلب والجوارح

انفعال من هذه الأشياه كلها

وكما أن القلب يحمل الدم إلى كل شعيرة في الجسم

فيهتز به الجسم كله

كذلك الانفعال بالحمد والشكر

يصل إلى كل شعيرة في جسمك أي يتوزع على الجسم كله

فيهتز له

يهتز لهذه المعاني الطيبة

القادمة من المنعم

الذي أعطانا كل شيء

وطلب منا كلمتين فقط

_ هما الحمد لله، ولكن بعض الناس يقول _ إن بعض آيات القرآن الكريم _ فيها نوع من التناقض ونحن نقول _ حاشا لله

۩ ۝ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً

ولكن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى

فلا اختلاف فيه أبداً

ولكن هؤلاء الناس يضيفون أن الله سبحانه وتعالى يقول

۩ ۝ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

ويقول

۩ ۝ ألا بذكر الله تطمئن القلوب

كيف يمكن أن تخاف القلوب وتطمئن إلى شيء واحد وهو ذكر الله

نحن نعلم أن الخوف عكس الطمأنينة

الخوف فزع وشعور بالخطر

والطمأنينة راحة

وشعور بالأمان

فكيف يمكن أن يجتمعا في وصف شيء واحد

وإذا بحثنا في قاموس الحياة

وتنقلنا بين معاني الدنيا

وجدنا أن الشيء الذي يخيف

عكس الشيء الذي يطمئن

وأنهما لا يجتمعان

نقول لمن يدعي ذلك

إن الله سبحانه وتعالى حين يذكر شيئاً في القرآن الكريم يكون غاية في الدقة في المعنى

هو ليس كقول البشر

إنه قول الله سبحانه وتعالى

والله حين يقول

فلا شيء في القرآن الكريم اسمه الصدفة

ولا شيء اسمه تجاوز المعنى

بل إن المعنى في القرآن الكريم مطابق ومساوٍ للفظ تماماً

فحين يقول الله سبحانه وتعالى

۩ ۝ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

فهو يعني ذلك المؤمن

أو ذلك الإنسان الذي في قلبه إيمان

ثم نسي الله لحظة

وارتكب ما يغضبه

وكلنا يخطىء _ وكلنا ينسى

وكلنا تجره الدنيا لحظة أو لحظات

حينئذٍ يتذكر الله

فإذا تذكر الله في هذه اللحظة إذا تذكر الله بعد أن كان قد نسيه تذكر معه الحساب

وتذكر معه أنه سيلاقيه

حينئذٍ يدخل الوجل إلى قلبه

لماذا؟

لأنه في هذه اللحظة يحس بعظم ما ارتكبه

وهو يعرف ويؤمن بالله

ويعرف ويؤمن أن قدرات الله تفوق قدرات الدنيا كلها

وأن الله ليس كمثله شيء

_ ولذلك فهو حين يرتكب إثماً

يكون الإثم بقدراته هو

وحين يأتي الجزاء

فإن الجزاء يأتي من الله

بقدرات الله

وهذا يجعل أقوى القلوب ترتعد من الوجل

والخوف

Lasă un comentariu